أشباه وجوه
نهي عبد العزيز
وأنا أصعد علي سلم كهربائي أوأهبط علي بمصعد زجاجي يمر
بي أشخاص لا أعرفهم ولكن شبها ما يربط بينهم وبين أخرين مروا في حياتي ذات يوم.
وإن حدث وصادفت شخص أعرفه تتحول معرفتي إلي خيال وأعيش
في دورة ذكرياتي المتعلقة بهذا الشبية الذي لا أعرفه ويصير هذا المرورفرصة لأن
أسبح في ذكريات من عرفتهم أو أحببتهم أو كرهتهم وعلي الرغم من أنها لحظات تمر
بسرعة الضوء حتي أصل إلي لقائي المنتظر إلا
إنها تحمل الكثير .
وفي طريقي إلي محطتي المنشودة يمر شبيه أخر من صندوق
ذكرياتي شبيه لوجه ظننته قد غاب للأبد ولا يمكنني تذكره أبدا.
ولأن ذاكرتي تعمل ضد إرادتي وبشكل سري مجهول لا أشعر به
فإنها تأتي لي لأحيان بصورة من أحب كما ستتأمر علي وتذكرني بوجوه من أهدوني جراحا وألاما عميقة.
وهذه الذكريات وجدت فرصتها كأنها لعبة تضعني أمام نفسي وأوهامي
بنسيان وجوه الماضي وتذكرني بان
الماضي حاضر ومتوافر وكلما سنحت فرصة مر شبيه من الماضي وظهرت وجوه من متاهات النسيان والذكريات .
وفي المرة المقبلة عندما أصعد علي سلم كهربائي أو أهبط
بمصعد زجاجي سوف أغمض عيني وأري أنها
ذكريات سهلة وتترك شعورا بالرهبة وتثير داخلي إحساسا عذبا ولكن له وخزات مؤلمة ومبعثة
للحزن أو للفرح ...... لا فارق